تُتوج عملية الحقن المجهري كأفضل الوسائل المُساعدة على الإخصاب التي توصل إليها الأطباء إلى الآن، فهي الأعلى من حيث نسب النجاح والأقل من حيث المخاطر والمُضاعفات.
في السطور التالية نتحدث عن عملية الحقن المجهري بالتفصيل، ونسرد كافة المعلومات الطبية التي قد تحتاج إلى معرفتها عن التقنية ونُجيب عن الأسئلة الشائعة التي تدور في أذهان جمهور الناس عن العملية.
تاريخ الحقن المجهري.. متى وكيف أكُتشف؟
بدأت رحلة تقنية الحقن المجهري منذ ما يزيد عن 30 عامًا مضت على يد العالم”جيانبيرو باليرمو” ومساعده “هيوبرت جوريس”.
وجود نسبة كبيرة من الأزواج ممن عانوا مشكلة تأخر الإنجاب بدون سبب واضح، وعدم جدوى الوسائل الطبية التقليدية في مُساعدتهم كان الحافز الذي دفع هؤلاء النخبة من العلماء نحو البحث عن وسيلة وتقنية جديدة تُحدث طفرة وتُساعد هؤلاء الأزواج.
وبالفعل قد توصل الأطباء إلى تقنية الحقن المجهري وأجريت لأول مرة على بعض السيدات اللواتي خضعن لبعض وسائل الإخصاب المساعد من قبل دون جدوى، مثل:
التلقيح الصناعي وأطفال الأنابيب، ولكن على عكس التوقعات كُللت الأخيرة بالنجاح.
توالى إجراء تقنية الحقن المجهري وكثرت نسبة السيدات الخاضعات لها يومًا بعد يوم، إلى أن تم اعتمادها كأفضل وسائل الإخصاب المساعد على الإطلاق.
اقرا ايضا: إبر تثبيت الحمل بعد الحقن المجهري
حالات تستدعي إجراء عملية الحقن المجهري
يمكن اللجوء إلى عملية الحقن المجهري في حال إن كان الزوج يُعاني:
- نقص عدد الحيوانات المنوية لديه.
- إصابة الحيوانات المنوية بالتشوهات، أو ضعف الحركة.
كما يمكن إجراء التقنية في حال إن كانت الزوجة تُعاني:
- ضعف كفاءة البويضات.
- انسداد قنوات فالوب.
- تكيس المبايض.
- تقدم سن المرأة، الذي يترتب عليه نقص مخزون البويضات.
اعرفي تكلفة الحقن المجهري في مصر
عوامل تُهدد نجاح الحقن المجهري
على الرغم مما حققته عملية الحقن المجهري من نسب نجاح مرتفعة عن غيرها من وسائل الإخصاب المُساعد، إلا أن تلك النسب تتأثر ببعض العوامل، ومنها:
- التقدم بالعمر، إذ يتأثر مبيضي الزوجة ويقل مخزونه تدريجيًا بعد بلوغ الأربعين من العمر.
- التدخين، والذي قد يتسبب في ضعف وتشوه الحيوانات المنوية، كما يؤثر على جودة البويضات للمرأة المُدخنة.
- زيادة الوزن، نتيجة لتأثيرها السلبي على مستوى هرمونات الجسم، ويتبعها نقص في عدد وجودة البويضات المُراد استخدامها في العملية.
- فرط استجابة المبيض، والتي قد تؤدي إلى اضطرار الأطباء إلى تجميد الأجنة عوضًا عن زراعتها في رحم الأم في الوقت المحدد لذلك، وإخضاع الأم إلى مرحلة علاجية أخرى للتخلص من فرط الاستجابة.
اقرا ايضا: شروط نجاح الحقن المجهري
نصائح قبل الحقن المجهري بشهر: لزيادة فرص حدوث الحمل اتبعي الآتي..
تجنب الزوجان العوامل السابقة يحد من نسب احتمالية فشل عملية الحقن المجهري، ولكنهم في حاجة إلى الالتزام بمجموعة أخرى من العوامل التي قد تُساعدهم على نجاح العملية، ومنها:
تناول طعام صحي مفيد، ووجبات غذائية يومية متوازنة تحتوي على كميات مناسبة من الفيتامينات والمعادن حسب حاجة الجسم. لذا ننصحك بإضافة العناصر التالية لوجباتكم اليومية:
- الخضراوات والفواكه.
- اللحوم منخفضة الدهون، مثل الأسماك والدجاج.
- الحبوب الكاملة، ومنتجات الألبان قليلة الدهون.
- تجنب الإفراط في تناول اللحوم الحمراء والأطعمة المصنّعة والسكر والملح.
- الحركة المعتدلة وتجنب الإجهاد البدني الزائد وممارسة التمارين الرياضية اليومية البسيطة قد يُحسن من حالة الجسم والدورة الدموية ويزيد من فرص نجاح الحقن المجهري.
- الانتباه والحذر عند استخدام المواد الكيميائية الشائع استخدامها، مثل: مواد التنظيف، أو حتى بعض منتجات التجميل، مثل: طلاء الأظافر، فاستخدامها دون احتياط قد يحد من نسبة نجاح الحقن المجهري.
- الامتناع عن تناول الأدوية الطبية دون استشارة الطبيب المتابع، فقد تؤثر بالسلب على أدوية التنشيط والحقن وتؤدي إلى فشل العملية.
- أخذ قسط كاف من الراحة والنوم الصحي لفترة تتراوح ما بين 7 إلى 8 ساعات يوميًا يزيد من فرص نجاح عملية الحقن المجهري.
يساعد الالتزام بالنصائح السابقة قبل إجراء عملية الحقن بشهر في الحفاظ على جسم الزوجين بصحة جيدة، وهو ما يُسهم في الحصول على بويضات وحيوانات منوية عالية الجودة تُعطينا أجنة قادرة على الانقسام والنمو.
إقرئي أيضاً: هل عملية الحقن المجهري مؤلمة
خطوات عملية الحقن المجهري
تُجرى عملية الحقن المجهري عبر ثلاث مراحل، هم:
- مرحلة الاستعداد والتجهيز للحقن
يفحص الأطباء المختصون مبيضي الزوجة ورحمها للتأكد من عدم وجود مشكلة قد تُعيق إجراء العملية، وفي حال عدم وجود أي مشكلات يصف الأطباء مجموعة من الأدوية الهرمونية التي تحث المبيض على إنتاج عدد كبير من البويضات في نفس الدورة الشهرية (عكس المعتاد وهو إنتاج بويضة واحدة شهريًا).
وخلال أيام التنشيط يُتابع الطبيب حالة الزوجة ويفحصها بالسونار لمتابعة حالة المبيضين والبويضات، وعند بلوغ هذه البويضات الحجم المناسب لإتمام العملية الحقن، يُعطي الطبيب الزوجة حُقنة تُعرف باسم الحقنة التفجيرية، التي تُساعد على خروج البويضات من المبيض إلى قنوات فالوب والرحم. - مرحلة تخصيب البويضات وتجهيزها للزراعة في الرحم
تُسحب البويضات من الزوجة عن طريق الاستعانة بجهاز الموجات فوق الصوتية وإبرة طبية رفيعة، وتخضع البويضات المسحوبة للفحص من قِبَل الأطباء للتأكد من جودتها وصلاحيتها للحقن وإتمام العملية.
وخلال تلك المرحلة يحصل الأطباء على عينة من السائل المنوي للزوج عن طريق القذف الطبيعي، من أجل انتقاء الحيوانات المنوية عالية الجودة.
داخل معامل الحقن المجهري الخاصة بمركز “بروفام” المُجهزة بأحدث التقنيات، تُحقن البويضات بالحيوانات المنوية من قبل الأطباء المتخصصين، ثم تُحفظ في حضانات طبية ووسط ملائم للانقسام.
وتظل البويضات المُخصبة داخل الحضانات مدة ثلاثة إلى خمسة أيام حتى تنقسم مكونة أجنة من 8 خلايا أو أكثر، وخلال تلك الفترة تحصل الزوجة على جرعة أخرى من الهرمونات من أجل تجهيز بطانة الرحم لعملية الزراعة. - مرحلة زراعة الأجنة وانتظار حدوث الحمل
في حال عدم حدوث مشكلة ما تضطر الأطباء إلى تجميد الأجنة، تُجرى أخر خطوة في عملية الحقن في اليوم الخامس من حقن البويضات -كحد أقصى- وهي زراعة لأجنة في رحم الأم عن طريق المهبل، وينتظر الزوجان مدة تتراوح ما بين أسبوع وأسبوعين للتأكد من حدوث الحمل.
اقرا ايضا: اعراض الحمل بعد الحقن المجهري
مشكلات تواجه الأطباء خلال إجراء العملية
قد يواجهة الأطباء بعض المشكلات خلال إجراء عملية الحقن المجهري، مثل:
- وجود بعض البويضات الفارغة “متلازمة الكيس الجريبي” والتي عادةً ما ترتبط بخلل ما خلال عملية التنشيط، أو مشكلة في مخزون المبيض
- متلازمة فرط الاستجابة، والتي تضطر الأطباء إلى تجميد الأجنة الناتجة عن الحقن إلى الدورة التالية.
- توقف الأجنة الناتجة عن الحقن المجهري عن النمو والانقسام.
اللجوء إلى مركز حقن مجهري موثوق يعتمد على أطباء كفء من أصحاب الخبرة الواسعة في مجال إجراء عمليات الحقن المجهري وكافة وسائل الإخصاب المساعد الأخرى يحد من نسب فشل العملية أو التعرض لمُشكلات خلال إجرائها، وذلك عن طريق:
- وضع خطة تنشيط مناسبة لكل حالة، للحد من احتمالية وجود البويضات الفارغة التي غالبًا ما تنتج عن اتباع نظام تنشيط غير ملائم.
- متابعة حالة المريضة أولًا بأول والتأكد من تناول الأدوية في مواعيدها المُحددة، ومتابعة حالة البويضات باستمرار لسحبها فور وصولها إلى الحجم المطلوب لإجراء العملية.
كم تستغرق عملية الحقن المجهري؟
تتراوح مدة إجراء عملية الحقن المجهري ما بين 15 يومًا إلى 17 أو 20 كحد أقصي منذ بداية التنشيط مرورًا بسحب البويضات وإخصابها وحتى استرجاع الأجنة في الرحم.
في بعض الأحيان قد تستغرق العملية فترة أطول وذلك في حال وجود مشكلة ما تُعرقل إجراء عملية زراعة الأجنة.
إقرا أيضاً: تجربتي مع الحقن المجهري بالتفصيل
متى يثبت الحمل بعد عملية الحقن المجهري؟
بمرور أسبوعين من موعد زراعة الأجنة في الرحم تخضع الزوجة إلى عدة فحوصات، للتأكد من نجاح العملية وحدوث الحمل، ومن أمثلة تلك الفحوصات: فحص الحمل الرقمي.
اقرا ايضا: متى يثبت الحمل بعد الحقن المجهري
دور تحليل الحمل الرقمي في التأكد من نتائج الحقن المجهري
تسهم الاستعانة بتحليل الحمل الرقمي في تحديد نتيجة عملية الحقن المجهري والتأكد من حدوث الحمل.
ويُعطينا تحليل الحمل الرقمي النتائج المرتبطة بالحمل عن طريق الاستدلال بنسبة هرمون (HCG) في الدم، الذي يُفرز في الجسم مع انغراس الجنين في الرحم.
وبعد التأكد من ثبات الأجنة في الرحم تتابع الزوجة حملها مع طبيب النساء والتوليد المختص طوال مدة الحمل، من أجل الخضوع للفحص المستمر بالسونار، والتأكد من طبيعية حالة الجنين في الرحم، وتطور نموه.
يمكن إجراء فحص السونار بداية من الأسبوع الثاني أو الثالث بعد نقل الأجنة وحتى نهاية فترة الحمل، قبيل تحديد موعد الولادة.
اقرا ايضا: اختبار الحمل المنزلي بعد الحقن المجهري
هل يمكن الاعتماد على أعراض ما بعد عملية الحقن المجهري للتأكد من نتيجة الحقن؟
تطرأ على السيدات الخاضعات لعملية الحقن المجهري مجموعة من الأعراض والتغييرات الجسدية، مثل:
- تغيير كمية وطبيعة الإفرازات المهبلية بعد الإجراء.
- الشعور بثقل وألم في أسفل البطن.
- الصداع المستمر والغثيان.
جميع الأعراض السابقة أعراض طبيعية وغير خطيرة، فهي ناتجة عن اضطراب نسب الهرمونات الأنثوية في الجسم وإجراء عملية زراعة الأجنة في الرحم ليس إلا.
ولا يمكن الاعتماد عليها في التأكد من نجاح أو فشل الحقن، بل الوسيلة الوحيدة للحصول على نتائج مؤكدة للعملية الخضوع للفحص الطبي في الموعد المحدد لإجرائه.
اقرا ايضا: تنظيف الرحم بعد فشل الحقن المجهري
ما نسبة نجاح عملية الحقن المجهري المتوقعة؟
لا شك أن عملية الحقن المجهري تُعَد أفضل الوسائل المساعدة على الإنجاب وأكثرها نجاحًا، إلا أن نجاحها مرهون بعوامل أخرى، أهمها وأكثرها تأثيرًا هو عمر الزوجة، وهو ما نوضحه فيما يلي:
في حال كان عمر الزوجة 35 سنة أو أقل، تتراوح نسبة نجاح عملية الحقن المجهري ما بين 55 و65%.
إذا تراوح عمر الزوجة ما بين 35 و37 سنة، فتنخفض نسبة نجاح العملية لتتراوح بين 50% و55%.
مع بلوغ الزوجة 40 إلى 42 سنة، تصل نسبة نجاح التقنية إلى ما بين 15 و20% فقط.
تصل نسبة نجاح العملية إلى أقل قيمها عند بلوغ عُمر الزوجة 45 سنة وأكثر، لتتراوح بين 5 و10%.
لذا ينصح أطباء “بروفام” بضرورة إجراء عملية الحقن المجهري في مرحلة مبكرة من العمر للحصول على أعلى نسبة نجاح ممكنة.
احجزي موعدك الآن بمركز “بروفام” المتخصص في علاج العقم ومشكلات تأخر الإنجاب تحت إشراف أفضل الأطباء، عبر الاتصال بالأرقام الموضحة في موقعنا الإلكتروني.
اقرأ أيضا: أفضل مراكز للحقن المجهري في مصر