تكيس المبايض والحمل، هما مصطلحان يثيران الاهتمام لدى الكثير من النساء، فمتلازمة تكيس المبايض يمكن أن تؤدي إلى العديد من المشاكل المؤثرة على الخصوبة.
لذا.. تأتي سطور مقالتنا اليوم لتوضح لك عزيزتي علاقة تكيس المبايض والحمل لفهم التأثيرات التي يمكن أن تحدثها الإصابة فتقلل من فرص حملك الطبيعي. علاوة على ذلك سوف نسلط الضوء على علاج تكيس المبايض والاستراتيجيات الطبيّة المتاحة لمساعدة النساء المصابات بتكيس المبايض على تحقيق حلم الإنجاب المنشود.
نبذة حول تكيس المبايض والحمل
تكيسات المبيض هي حالة شائعة تصاب بها السيدات في مختلف الأعمار، وتعرف بوجود تجمعات سائلية في المبيضين، تظهر هذه التجمعات في صورة أكياس صغيرة مملوءة بالسوائل المائية أو مزيج من الجلد الزائد والماء والدم، بجانب أكياس الشوكولاتة التي تحتوي على أنسجة يُطلق عليها “أكياس الشوكولاتة” داخل المبيضين بسبب شكلها وملمسها ولونها البني.
تتكوّن أكياس الشوكولاتة عندما تنمو خلايا بطانة الرحم خارج الرحم -عادة في منطقة الحوض-، فتتجمع هذه الخلايا وتكون أكياسًا مملوءة بالسائل داخل المبيضين.
أما تكيسات المبيض الاعتيادية فعادة ما تظهر تزامنًا مع ارتفاع هرمون الذكورة عند السيدات، الأمر الذي يتسبب في ظهور أعراض مثل زيادة نمو الشعر وتغيرات في ملمس البشرة والشعر.
اقرا ايضا: ما أسباب تكيس المبايض؟ وأهم طرق العلاج لزيادة فرص الحمل
تكيس المبايض والحمل: تعرف على آلية حدوث الحمل الطبيعية
تسير خطوات التبويض ومن ثم الحمل وفقًا لنهج إلهي دقيق، كما يلي:
في بداية الدورة الشهرية، يبدأ مبيض واحد أو كلا المبيضين في إنتاج مجموعة من البويضات داخل حويصلات صغيرة، تنمو عادة بويضة واحدة فقط في كل دورة شهرية وتستمر عملية النمو نحو 14 يومًا، وتحت تأثير الهرمونات التي تفرز من الغدة النخامية في الدماغ، يكتمل نمو البويضة داخل المبيض.
في منتصف الدورة الشهرية -أي في اليوم 14 في الدورة المتوسطة التي تستمر 28 يومًا- تبدأ فترة تعرف ب” فترة التبويض” تنتفخ فيها البويضة المكتملة لتتحرر من المبيض وتخرج إلى التجويف البطني بالقرب من أنابيب فالوب، وتكون حينها جاهزة للتخصيب.
إذا تم الجماع في فترة التبويض، فإن الحيوانات المنوية تصل إلى البويضة في الأنبوب الذي يتصل بالمبيض، ومن ثم تخصّب البويضة بواسطة إحدى الحيوانات المنوية ويبدأ الحمل.
تكيس المبايض والحمل: هل يحدث حمل مع تكيس المبايض؟
هل يحدث تبويض مع تكيس المبايض؟ يتضح لنا مما سبق أن نضوج البويضات تبعًا لدورة التكوين والخروج من الحويصلات هي أساس حدوث الحمل، لهذا قد نجد أن تكيس المبايض قد يعيق آلية الحمل الطبيعية.
ولكن يعتمد ذلك في الأساس على حجم التكيسات ومدى تأثيرها على عملية التبويض وتكوين البويضات المكتملة وخروجها، فبعض السيدات يمكنهن الحمل مع تكيسات المبيض، فعلى سبيل المثال إن كانت الإصابة موجودة في مبيض واحد والآخر يعمل بكفاءة، فلا يعيق ذلك آلية الإباضة الطبيعية، وحينها يمكن أن يحدث حمل.
ولكن على صعيد آخر وخاصة إن كانت الإصابة موجودة في المبيضين، وكان حجم الأكياس كبيرًا، فقد تعيق تكيسات المبايض الحمل وتقلل من خصوبة السيدة المصابة.
تكيس المبايض والحمل: كيف تؤثر مشكلة تكيس المبايض على حدوث الحمل؟
يؤثر تكيس المبايض على حدوث الحمل لما قد يُسببه من:
عدم انتظام التبويض أو عدم وجوده تمامًا في بعض الدورات الشهرية، وبدون التبويض المنتظم يصعب تحديد وقت الجماع المثالي لزيادة فرص الحمل.
اضطرابات هرمونية في الجسم، فقد يزيد ارتفاع هرمونات الذكورة مثل الإستروجين والتستوستيرون، وينخفض هرمون البروجستيرون، الأمر الذي يقلل من فرص الحمل ويؤثر على الدورة الشهرية وعملية التبويض.
تشوهات في الأنابيب، فنجد في بعض الحالات أن تكيسات المبايض تشكل التصاقات أو تشوهات في الأنابيب، وهذا يعني أن البويضة المخصبة قد تواجه صعوبة في الانتقال إلى الرحم، مما يقلل من معدلات نجاح الحمل.
التأثير على جودة البويضات المكتملة، فتظهر البويضات بجودة منخفضة قد تكون أقل قدرة على التخصيب والتحمل وتطور الجنين، الأمر الذي قد يتسبب في الإجهاض في النهاية.
تجدر الإشارة إلى أن تأثير تكيس المبايض على الحمل قد يختلف من امرأة لأخرى، فقد يكون لدى بعض النساء تكيسات في المبايض ويحدث الحمل بشكل طبيعي، في حين يكون لدى أخريات صعوبة في الحمل بسبب الإصابة، لذلك من الضروري إجراء سونار على المبايض والمتابعة مع طبيب النساء لمعرفة الحالة الصحية والعلاج المناسب.
تكيس المبايض والحمل: ما هي نسبة حدوث الحمل مع تكيس المبايض؟
نسبة حدوث الحمل مع تكيس المبايض تختلف وفقًا للعديد من العوامل، بما في ذلك حجم التكيسات وجودة البويضات وحالة الأنابيب واعتدال نسب الهرمونات.
في النساء اللاتي يعانين من تكيس المبايض وليس لديهن مشاكل أخرى تؤثر سلبًا على الخصوبة، فإن فرص الحمل تكون جيدة وتفوق حاجز الـ 40%.
ولكن قد يكون من الصعب حدوث الحمل بصورة طبيعية لدى النساء اللاتي يعانين من تكيس المبايض وتوجد لديهن مشكلات أخرى مثل: الاضطرابات الهرمونية الشديدة أو تشوهات الأنابيب، وما إلى ذلك.
اقرا ايضا: علاج تكيس المبايض وأهم الوسائل المتاحة التي يعتمدها مركز بروفام
تكيس المبايض والحمل: كيف يمكن علاج تكيس المبايض؟
تبحث العديد من السيدات عن طرق لحل مشكلة تكييس المبايض وحدوث حمل
تعتمد طرق علاج تكيس المبايض على عدة عوامل، بما في ذلك أعراض التكيسات وتأثيرها على النمط الحياتي اليومي للسيدة، تشمل تلك الوسائل ما يلي:
اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، وممارسة النشاط البدني بانتظام، فعادة ما يساعد النمط الحياتي الصحي على اعتدال الهرمونات والتقليل من مقاومة الأنسولين التي بدورها قد تزيد من نسبة هرمون الذكورة المتسبب في حدوث التكيسات.
العلاج الهرموني لتنظيم مستويات الهرمونات، مثل: حبوب منع الحمل المشتقة من الهرمونات، أو الهرمونات المشابهة للبروجستيرون.
أدوية تحفيز نمو البويضات وتطورها.
الانتظام على عقار “الميتفورمين”، وهو دواء يستخدم عادة في علاج السكري من النوع 2، ولكنه أيضًا يستخدم في بعض الحالات لعلاج تكيس المبايض، فيعمل عن طريق تحسين استجابة الجسم للأنسولين وتنظيم مستويات السكر في الدم، ومن ثم تحسين آلية التبويض.
الجراحة في بعض الحالات الشديدة أو التي لا تستجيب للعلاج الدوائي.
يقرر الطبيب أفضل علاج تكيس المبايض بناءًا على حالة المرأة وأعراضها وتاريخها السابق مع تكيس المبايض والحمل.