ما هي أعراض الورم الليفي في الرحم، ومتى يكون خطيرًا؟

أعراض الورم الليفي في الرحم

تتحمل المرأة العديد من المصاعب والتحديات، ومع ذلك تذهب إلى العمل، وتُباشر مهامها اليومية المُعتادة دون كلل أو ملل، حتى إنها قد تعاني من نزيف حاد خلال فترة الطمث ولا تبالي بذلك، معللة أنه أمر طبيعي ولا يستدعي القلق.

ولكن في حقيقة الأمر قد يدل نزيف الدورة الشهرية الحاد على احتمالية الإصابة بالأورام الليفية في الرحم، وهو مرض شائع ولا يستدعي القلق، ولكن يستوجب المتابعة المنتظمة مع الطبيب المختص لتخفيف حدة أعراضه قدر الإمكان.

نوضح عبر هذا المقال أعراض الأورام الليفية في الرحم، ومضاعفاتها المحتملة، ومتى تصبح هذه الأورام خطيرة.

تعريف الأورام الليفية في الرحم

الأورام الليفية هي أورام عضلية تنمو في جدار الرحم، وهي أورام حميدة لا تتحول إلى أورام سرطانية.

قد تنمو الأورام الليفية على شكل ورم واحد أو مجموعة من الأورام، وقد لا تُسبب مُعاناة المُصابة بها أية أعراض، وفي أحيان أخرى تؤثر على طبيعة حياة المرأة وتعيق ممارسة أنشطتها اليومية بسبب الآلالم المُصاحبة للورم وأعراضه المزعجة.

أعراض الأورام الليفية في الرحم

لا تظهر أعراض ورم الرحم الحميد لدى معظم النساء إذا كان حجم الورم صغيرًا، أما إذا ازداد حجمه فقد يضغط على البطن والمثانة والأمعاء، مما ينتج عنه ظهور الأعراض التالية:

  • نزيف حاد خلال الدورة الشهرية.
  • نزيف بين فترات الدورة الشهرية.
  • ألم في أثناء ممارسة العلاقة الجنسية.
  • إفرازات مهبلية مزمنة.
  • عدم القدرة على إفراغ المثانة بالكامل في أثناء التبول.
  • التبول المتكرر.
  • الانتفاخ أسفل البطن.
  • آلام الظهر.
  • الإمساك.

أسباب الأورام الليفية في الرحم

لا أحد يعلم أسباب الأورام الليفية في الرحم حتى الآن، لكن هناك اعتقاد بأن هذه الأورام تظهر لدى المرأة نتيجة للأسباب التالية:

  1. الهرمونات: ترتبط هذه الأورام بارتفاع مستوى هرمون الأستروجين والبروجسترون، ولذلك فإنها تظهر لدى المرأة في سن الإنجاب، ويقل حجمها عند انخفاض مستوى هذه الهرمونات وقت انقطاع الدورة الشهرية.
  2. العوامل الوراثية: تزداد فرص الإصابة بالأورام الليفية في حال كان من الأمراض الشائعة في العائلة الواحدة.

عوامل الخطر التي تزيد من فرص الإصابة بالأورام الليفية

يوجد عدة عوامل تزيد من فرص الإصابة بالأورام الليفية في الرحم، مثل:

  • السمنة وارتفاع مؤشر كتلة الجسم.
  • البلوغ ونزول الدورة الشهرية في سن مبكر.
  • تأخر انقطاع الطمث.
  • عدم إنجاب الأطفال.

مضاعفات الأورام الليفية

تشمل مضاعفات الأورام الليفية ما يلي:

  • فقر الدم

فقر الدم هو انخفاض عدد خلايا الدم الحمراء نتيجة النزيف الشديد الذي تتعرض له المرأة المُصابة بالأورام الليفية طيلة أيام نزول الدورة الشهرية، أو بين فتراتها، مما ينتج عنه شعورها بالتعب والإرهاق، وفي حالات نادرة قد يضطر الطبيب لنقل دم للمُصابة.

الأورام الليفية والحمل

تتمكن المرأة من الحمل بصورة طبيعية إذا كان لديها أورام ليفية، ومع ذلك فإنها تكون أكثر عرضة للإصابة ببعض المشكلات في أثناء شهور الحمل وعند الولادة، مثل:

  1. الولادة القيصرية: عادةً ما يلجأ الأطباء إلى إجراء الولادة القيصرية للنساء المصابات بالأورام الليفية، ويعود ذلك إلى وضع الجنين الخاطئ في الرحم، حيث تكون مؤخرته في اتجاه المهبل بدلًا من رأسه، مما يعيق الولادة الطبيعية.
  2. انفصال المشيمة: قد تنفصل المشيمة عن جدار الرحم قبل الولادة، وبذلك لا يحصل الجنين على كمية كافية من الدم المُحمل بالأكسجين، لذا يلجأ الطبيب للولادة المبكرة.

طرق تشخيص الأورام الليفية

يتم تشخيص الأورام الليفية بالطرق التالية:

  1. اختبارات الدم: التي تكشف عن فقر الدم، كما تساهم في استبعاد اضطرابات النزيف، ومشكلات الغدة الدرقية.
  2. فحص الحوض: يلاحظ الطبيب في أثناء هذا الفحص مدى شدة النزيف، ولذلك يطلب المزيد من الفحوصات للتأكد من التشخيص الأولي.
  3. التصوير بالموجات فوق الصوتية: يساهم هذا الاختبار في الحصول على صورة للرحم، وقياس حجم الأورام الليفية إن وجدت.
  4. التصوير المقطعي المحوسب: يظهر صور مفصلة للأعضاء الداخلية من عدة زوايا.
  5. التصوير بالرنين المغناطيسي: يُعطي هذا النوع من التصوير تفاصيل دقيقة عن موقع الأورام الليفية، وعددها، وحجمها لتحديد أفضل طريقة لعلاجها.
  6. تصوير الرحم بالصبغة: يتم حقن الصبغة في الرحم مع التقاط صور له بالأشعة السينية.
  7. تنظير البطن: يُجري الطبيب شقًا صغيرًا أسفل البطن لإدخال المنظار، وإلقاء نظرة على الرحم لتشخيص حالته بدقة.

وسائل علاج الأورام الليفية في الرحم

تشمل وسائل علاج الأورام الليفية في الرحم ما يلي:

العلاج الهرموني

قد يصف الطبيب الأدوية التي تُعرف باسم “مستقبلات الهرمون المطلق لموجهة الغدد التناسلية”، والتي تعمل على وقف إنتاج هرموني الأستروجين والبروجسترون ليتوقف الحيض وتنكمش الأورام الليفية.

عادةً ما يكون العلاج الهرموني مؤقت، إذ تستخدمه المُصابة لفترة تتراوح ما بين 3-6 أشهر، ويمنع استخدامه لفترة أكبر من ذلك للوقاية من الإصابة بهشاشة العظام.

قد يصف الطبيب أيضًا موانع الحمل الفموية للسيطرة على نزيف الحيض، كما يمكن أن يلجأ لتركيب اللولب الرحمي المطلق للبروغستين، للحد من أعراض الإصابة، وإن لم يؤثر في حجم الأورام وانكماشه.

العلاج الجراحي

يُمكن علاج الأورام الليفية في الرحم عن طريق الجراحة، وأشهر التدخلات الجراحية لإزالة الأورام الليفية هي:

  1. جراحة الموجات فوق الصوتية المركزة: يُستخدم التصوير بالرنين المغناطيسي لتحديد موقع الورم واستهدافه بالموجات فوق الصوتية، إذ تعمل على تسخين مناطق صغيرة من أنسجة الورم لتدميرها.
  2. إصمام الشريان الرحمي: يحقن الطبيب جزيئات صغيرة في الشرايين المغذية للرحم، لتضييقها وانسدادها، ومنع تدفق الدم إلى الأورام الليفية، وبالتالي تنكمش وتموت.
  3. استئصال الورم العضلي بالمنظار: قد يستأصل الطبيب الأورام الليفية باستخدام المنظار، وهو أنبوب رفيع ومزود بكاميرا في نهايته يسمح للطبيب برؤية الأعضاء الداخلية بوضوح، وإدخال أدوات جراحية دقيقة لاستئصال الأورام.
  4. استئصال الورم العضلي بالجراحة المفتوحة: يجري الطبيب شقًا بالبطن ليتمكن من إزالة الأورام الليفية بالطريقة التقليدية.
  5. استئصال الرحم: يؤدي استئصال الرحم إلى التخلص من الأورام الليفية بشكل نهائي، لكنه يحرم المرأة من الإنجاب، ولا تظهر أعراض سن اليأس بعد هذه الجراحة في حالة الحفاظ على المبايض.

ما هو حجم الورم الليفي الطبيعي؟

تتساءل نسبة كبيرة من السيدات عن حجم الورم الليفي الطبيعي، فهو العامل المؤثر في تحديد حاجة المُصابة للجراحة، فكلما زاد حجم الورم زادت احتمالية علاجه بالعمليات الجراحية، ويتفاوت حجمه كما هو موضح أدناه:

  • ورم ليفي صغير بحجم حبة الكرز، ويتراوح طوله ما بين 1-5 سم.
  • ورم ليفي متوسط الحجم يشبه البرتقالة، ويتراوح طوله ما بين 5-10 سم.
  • ورم ليفي كبير بحجم ثمرة الجريب فروت، ويتراوح طوله ما بين 10 سم وما فوق.

متى يكون حجم الورم الليفي خطير؟

نطرح الآن سؤالًا هامًا هو: متى يكون حجم الورم الليفي خطير؟

في حقيقة الأمر يصبح الورم الليفي خطير إذا زاد حجمه وتسببب في مُعاناة المُصابة الشعور بالانتفاخ المزمن، أو الإصابة بالإمساك، أو تكرار التبول، فكل هذه الأعراض تدل على زيادة حجم الورم الليفي وضغطه على الأعضاء المجاورة.

لذا ينبغي زيارة الطبيب المختص على وجه السرعة في الحالات التالية:

  • المعاناة من نزيف مهبلي غزير وغير منتظم.
  • المعاناة من آلام الحوض المستمرة التي لا تزول.
  • عدم القدرة على ممارسة العلاقة الجنسية بسبب الشعور بالألم.
  • إذا كانت الأورام الليفية تجعل الحمل صعب الحدوث.

يوفر مركز إيجي بروفام أحدث التقنيات التشخيصية والعلاجية للحفاظ على خصوبة المرأة وقدرتها الإنجابية، فإذا كان لديكم مزيد من الأسئلة أو الاستفسارات الخاصة بأعراض ورم الرحم الحميد، وطرق علاجه يمكنكم الاتصال بالمركز عبر الأرقام التالية:

 

للحجز و الاستعلام

مقالات متعلقة